قرأنا في الحلقات الماضية كثيرا من القصص البطولية للفارس الشهير راكان بن حثلين وكان اغلب تلك القصص تدور حول معاركه وحروبه وقصة اسره من قبل الاتراك وقصائده في السجن ولكن راكان العاشق الذي لايقل لمعانا عن راكان الفارس غاب في خضم تلك الاحداث المثيرة والمتعاقبة وسنحاول في هذه الحلقة تسليط الضوء على تجربته في العشق , ولعل الجمع بين الفروسية والشجاعة والعشق من الصفات التي غالبا ما نجدها في ابرز فرسان العرب ومنهم ابوزيد الهلالي وعنترة العبسي وغيرهم . عشق الشيخ راكان بن حثلين بنت عامر بن جفن آل سفران العجمي الا ان ابن عمها كان يريد الزواج منها وقد (حيرها) والتحيير هو منعها من الزواج بغيره وهي من العادات السائدة عند ابناء القبائل العربية ويروى ان راكان في احد الايام رأى ضعون اهلها وهم يرتحلون الى مكان آخر في فصل الربيع فجاشت قريحته بهذه القصيدة :
الـلـه مـن قـلـب غـدا فـيه تـــفريق
يـتـلى ضـعـون مـبـعـديـن الـمـنـاحـي
قسم بـتـغريبٍ وقـسم بـتـشــريـق
والقـسم الآخـر مـا ادري ويـن راحـي
لي صاحـبٍ مـا فتق البيت بيويق
ولا عـذبـه طـرد الـهـوى والـطـمـاحـي
والله يا لولا افـاهـق الصبـر تـفـهيق
وارجي عسى دربه يجيلي سماحي
أبوي يـا حامي عـقـاب المـشافيق
لا طــيــر الــذلان ضـــرب الــمـلاحـي
راعي دلالٍ بالوصـايـف غـرانيق
دلال فـيـهـن أشـقـر الـبـن فــاحــي
وحامي حدور الخيل وقت التزاهيق
وكـريـم سـبـلى في الليال الشـحاحـي
ذبـاح حـيـل عـلـقـن بالمـشـانيق
حـيل الغنم مـع مسـمـنـات الـلقـاحـي
سوقوبها شـقح البكار المـلاهيــق
مـثـل الـقـنوف اللي بـها البرق لاحـي
ترى لها رجالٍ قرومٍ مطاليق
كسابة العليا طيور الفلاحي
العفة في شعره
ولو توقفنا عند قصيدة راكان قليلا لوجدناها محملة بالعشق الصادق العفيف الذي يضرم ناره الفراق عندما يقول :
قسم بـتـغريبٍ وقـسمٍ بـتـشــريـق
والقـسم الآخـر مـا ادري ويـن راحـي
وتتجلى العفة والشموخ في قصيدة راكان بن حثلين وهو يصف معشوقته بقوله:
لي صاحـبٍ مـا فتق البيت بيويق
ولا عـذبـه طـرد الـهـوى والـطـمـاحـي
ويروى ان ابا راكان عندما سمع هذه الأبيات عرف ان راكان مشغول بحب بنت عامر بن جفن من أمراء آل سفران وعلم أن عليه بالجاه للحصول عليها ، فطلب بعضا من كبار قومه أن يقصدوا ابن عمها الذي حجرها لتخليصها من الحجر وعندما وصلوا عنده أكرمهم فطلبوا منه أن يسمح لهم بالفتاة لتزويجها للشيخ راكان فأعطاهم إياها اكراما لهم وأهدى على كرمه فلاح بن حثلين والد راكان فرسا من الخيل الأصيلة ورفض أخذها ولم يقبلها ولكن والد راكان حلف عليه ليقبلها ، وقال فلاح ابن حثلين والد راكان هذه الأبيات :
يـا مـن يـبـشر بـاريـش الـعين راكان
أن حـن طـلـبناها وكمل نشبها
أمـر تـسـهـل بـيـن ذربـيـن الأيـمـان
هـذاك يـعـطيـهـا وهـذا طلبـهـا
ومن حشمتك سقنا طويلات الأثمان
بنت الحصان اللي طوال حجبها
مـا يستوي في البيت نـايم وسهران
وتكثر نجوم الليل للي حسبـهـا
كـلـه لـعـيـنا وقـفـتـك بين الاضـعـان
يومك تخايل وين راحـوا عـربـهـا
اختلاف الروايات
وفي رواية اخرى يقال ان ضيدان بن حزام زار عمه فلاح (ابو راكان ) ليسلم عليه ومعه فرس مشهورة وبندق غالية الثمن ولفت انتباهه ان نار عمه لم تكن مشتعلة كالعادة ,فقال :( ياعم ماشبيتوا ناركم )
فرد عليه قائلا : (كل في شغله مع الدبش وراكان اشغلته مظاهير فلانه وابطا علينا بالحطب)
قال : هو عاشقها ياعم ؟
قال : نعم لكن دونها ولد عمها
وقيل ان ولد عمها اتى اليهم في لحظتها فطلب منه ضيدان ان يخلي سبيل الفتاة لتتزوج من تريده فطلب فرس ضيدان وبندقيته فوافق ضيدان على طلبه وعندها انشد والد راكان قصيدته السابقة ومنها هذه الابيات:
يامن يبشر باريش العين راكان
حنا شريناها وخلص نشبها
شرايها في غال الاسواق ضيدان
ببنت الاصيل اللي طويلٍ حجبها
اعطاه غتما من طويلات الاثمان
اللي على المحراف عجل ندبها
وبعيدا عن اختلاف الروايات حول قصة تخليص بنت عامر بن جفن التي اضرمت نار العشق في جوف راكان من حجرابن عمها الا ان الحجر قد انتهى وتم زواج الشيخ راكان منها وأنجبت له فلاح بن راكان بن فلاح بن حثلين .
غزلياته
يقول الشيخ راكان بن سلطان بن حثلين ان لجده راكان عددا من القصائد الغزلية التي تعكس شفافيته وتثبت انه الى جانب صفاته البطولية يحمل قلبا محملا بالعشق حيث يصف شوقه لمعشوقته (ام فلاح) قبل زواجه منها قائلا:
يـا ونـتـي ونـة خـلـوجٍ تـسوفـي
عـلى مـكان حوارها تعول اعوال
لأبو دليقٍ فوق متنه صـفـوفـي
راعـي أشـقرٍ مـتثيني كنه حبال
في عينه اليمنى جموعٍ وقوفي
وفي عينه اليسرى ثمانين خيال
وكن القلايد في نحرها شنـوفـي
في لبةٍ كنها قراطـيـس عـمـال
وكن الردايف لا قـفتها شـفـوفـي
تـشــبـه بـواكـيـر تـحنـا لجـهـال
إن قـلـت ديــان فـلا هـو بـيـوفـي
أمـا الحـديـث الـزيـن كـل بـيكتال
ويضيف راكان بن سلطان : لجدي راكان ايضا في وصف (ام فلاح) العديد من القصائد الاخرى التي تصف شوقه وولعه بها ومنها هذان البيتان:
وأخلي اللي في محاجر عيونه
خيل مشاهير تـطارد بـأهلها
يا أهل مراديم النضا اللي تجونه
ردوا سلامي نافدا اللي نقلها
الـلـه مـن قـلـب غـدا فـيه تـــفريق
يـتـلى ضـعـون مـبـعـديـن الـمـنـاحـي
قسم بـتـغريبٍ وقـسم بـتـشــريـق
والقـسم الآخـر مـا ادري ويـن راحـي
لي صاحـبٍ مـا فتق البيت بيويق
ولا عـذبـه طـرد الـهـوى والـطـمـاحـي
والله يا لولا افـاهـق الصبـر تـفـهيق
وارجي عسى دربه يجيلي سماحي
أبوي يـا حامي عـقـاب المـشافيق
لا طــيــر الــذلان ضـــرب الــمـلاحـي
راعي دلالٍ بالوصـايـف غـرانيق
دلال فـيـهـن أشـقـر الـبـن فــاحــي
وحامي حدور الخيل وقت التزاهيق
وكـريـم سـبـلى في الليال الشـحاحـي
ذبـاح حـيـل عـلـقـن بالمـشـانيق
حـيل الغنم مـع مسـمـنـات الـلقـاحـي
سوقوبها شـقح البكار المـلاهيــق
مـثـل الـقـنوف اللي بـها البرق لاحـي
ترى لها رجالٍ قرومٍ مطاليق
كسابة العليا طيور الفلاحي
العفة في شعره
ولو توقفنا عند قصيدة راكان قليلا لوجدناها محملة بالعشق الصادق العفيف الذي يضرم ناره الفراق عندما يقول :
قسم بـتـغريبٍ وقـسمٍ بـتـشــريـق
والقـسم الآخـر مـا ادري ويـن راحـي
وتتجلى العفة والشموخ في قصيدة راكان بن حثلين وهو يصف معشوقته بقوله:
لي صاحـبٍ مـا فتق البيت بيويق
ولا عـذبـه طـرد الـهـوى والـطـمـاحـي
ويروى ان ابا راكان عندما سمع هذه الأبيات عرف ان راكان مشغول بحب بنت عامر بن جفن من أمراء آل سفران وعلم أن عليه بالجاه للحصول عليها ، فطلب بعضا من كبار قومه أن يقصدوا ابن عمها الذي حجرها لتخليصها من الحجر وعندما وصلوا عنده أكرمهم فطلبوا منه أن يسمح لهم بالفتاة لتزويجها للشيخ راكان فأعطاهم إياها اكراما لهم وأهدى على كرمه فلاح بن حثلين والد راكان فرسا من الخيل الأصيلة ورفض أخذها ولم يقبلها ولكن والد راكان حلف عليه ليقبلها ، وقال فلاح ابن حثلين والد راكان هذه الأبيات :
يـا مـن يـبـشر بـاريـش الـعين راكان
أن حـن طـلـبناها وكمل نشبها
أمـر تـسـهـل بـيـن ذربـيـن الأيـمـان
هـذاك يـعـطيـهـا وهـذا طلبـهـا
ومن حشمتك سقنا طويلات الأثمان
بنت الحصان اللي طوال حجبها
مـا يستوي في البيت نـايم وسهران
وتكثر نجوم الليل للي حسبـهـا
كـلـه لـعـيـنا وقـفـتـك بين الاضـعـان
يومك تخايل وين راحـوا عـربـهـا
اختلاف الروايات
وفي رواية اخرى يقال ان ضيدان بن حزام زار عمه فلاح (ابو راكان ) ليسلم عليه ومعه فرس مشهورة وبندق غالية الثمن ولفت انتباهه ان نار عمه لم تكن مشتعلة كالعادة ,فقال :( ياعم ماشبيتوا ناركم )
فرد عليه قائلا : (كل في شغله مع الدبش وراكان اشغلته مظاهير فلانه وابطا علينا بالحطب)
قال : هو عاشقها ياعم ؟
قال : نعم لكن دونها ولد عمها
وقيل ان ولد عمها اتى اليهم في لحظتها فطلب منه ضيدان ان يخلي سبيل الفتاة لتتزوج من تريده فطلب فرس ضيدان وبندقيته فوافق ضيدان على طلبه وعندها انشد والد راكان قصيدته السابقة ومنها هذه الابيات:
يامن يبشر باريش العين راكان
حنا شريناها وخلص نشبها
شرايها في غال الاسواق ضيدان
ببنت الاصيل اللي طويلٍ حجبها
اعطاه غتما من طويلات الاثمان
اللي على المحراف عجل ندبها
وبعيدا عن اختلاف الروايات حول قصة تخليص بنت عامر بن جفن التي اضرمت نار العشق في جوف راكان من حجرابن عمها الا ان الحجر قد انتهى وتم زواج الشيخ راكان منها وأنجبت له فلاح بن راكان بن فلاح بن حثلين .
غزلياته
يقول الشيخ راكان بن سلطان بن حثلين ان لجده راكان عددا من القصائد الغزلية التي تعكس شفافيته وتثبت انه الى جانب صفاته البطولية يحمل قلبا محملا بالعشق حيث يصف شوقه لمعشوقته (ام فلاح) قبل زواجه منها قائلا:
يـا ونـتـي ونـة خـلـوجٍ تـسوفـي
عـلى مـكان حوارها تعول اعوال
لأبو دليقٍ فوق متنه صـفـوفـي
راعـي أشـقرٍ مـتثيني كنه حبال
في عينه اليمنى جموعٍ وقوفي
وفي عينه اليسرى ثمانين خيال
وكن القلايد في نحرها شنـوفـي
في لبةٍ كنها قراطـيـس عـمـال
وكن الردايف لا قـفتها شـفـوفـي
تـشــبـه بـواكـيـر تـحنـا لجـهـال
إن قـلـت ديــان فـلا هـو بـيـوفـي
أمـا الحـديـث الـزيـن كـل بـيكتال
ويضيف راكان بن سلطان : لجدي راكان ايضا في وصف (ام فلاح) العديد من القصائد الاخرى التي تصف شوقه وولعه بها ومنها هذان البيتان:
وأخلي اللي في محاجر عيونه
خيل مشاهير تـطارد بـأهلها
يا أهل مراديم النضا اللي تجونه
ردوا سلامي نافدا اللي نقلها